كم يؤرقني ليلاً أن أرى دموع أطفال غزة تفيضُ، وآلامهم تتزايد، ومعاناتهم لإيجاد ملجئ آمن تتفاقمُ.

كم أتمنى لو أستطيع احتضان أطفال غزة كلهم حتّى تنتهي الحرب، إذ أشعر بغصةٍ في قلبي عندما لا أجدُ جواباً لطفلةٍ مستاءةٍ تتساءل، ورعبُ القصف يحيطها من كلّ جانبٍ: “عمّو، هل هذا حُلم أم حقيقة؟”

لعلّه لدي السؤال نفسه. هل هو مجرّد كابوس؟ ولا يوجدُ مريض يدعمُ إبادة جماعيّة لشعبٍ بريء أحبّ الحياة؟ ولا يوجد قاتل حرم كلّ صحفيٍّ أراد إيصال صوت الحقّ، من عائلته؟

ويبدو أنّ الجواب يا صغيرتي، هو أنّ بعد أكثر من ٦٠ يوماً وحتى بعد مرور اليوم العالميّ ل”حقوق الإنسان”، نرى أنَّ لا إنسان ولا حيوان ولا نبات ولا حياة سلمت من إرهابيين لم يعرفوا يوماً شيئاً سوى القتل والكذب والاحتيال، ومن منافقين كشفت مواقفهم كلّ شيء، إذ حتى ديزني خذلتكِ أنتِ والأطفال في إهدائكم طفولة مبهجة وسوية…

وهُنا أصمتُ قليلاً، وأبكي معكِ من خلف الشاشة، أتساءلُ عن ضياعِ شيءٍ اسمه “الإنسانيّة”.