تثورُ الأوراق والأقلام والأصوات والقنوات بالنداءات ولكن لا أحد يسمعها. ورغم النداءات تجفّ الكلمات حول وحشية الإبادة الجماعية لشعبٍ من رجالها ونسائها ووصولاً إلى أصغر أطفالها. تكسّرت رؤوس أقلاميّ وذهب صوتي، استنفدت كلّ كلمة وَرِدة فعل لوصف البشاعة واللاإنسانيّة وجرائم لا تليق حتى بأفعال حيوان.
متى ستشرقُ الشمسُ وتُزهر الورود وتُثمر الأشجار؟ إنّها لحظات غارقة في الظلام وانعدام الأمان. إنها لحظات تبعث الذعر والارتجاف، حتى لمن يجلس خلف الشاشات، ولحظات، نشعر من خلف هذه الشاشات بالحرج بسبب سخافة مشاكلنا وهمومنا مقارنةً بمعاناة شعبٍ تهدده الإبادة الجماعية.
أصبحت الدنيا سخيفة للغاية مقارنة بهذه الوحشية التي لا تتوقف منذ ٧٥ عاما، ولكن أؤمن أيضاً أنّ غزة علمتني ما لم أتعلمه طوال حياتي من عزيمة وصمود وحبٍّ للحياة رغم كلّ طلقة صاروخ.
مع كلّ طلقة تنمو ابتسامة، إذ غزة لا تدع أي سفاح أن يسرق حق الحياة. بابتسامات كلّ طفل أتمسّك وبعزيمة كلّ صحفي أتفائل، وبشجاعة كلّ فرد من العائلات أفخر، عسى الله أن يأتي بالفرج والنصر.
Leave a Reply