ماذا تفعلُ أجيالٌ كاملة ولدت في الغربةِ، ولا تعرفُ حتّى القليل الذي عرفته أجيالٌ سابقة عن فلسطين؟ ولا ترى منها سوى أعمال يدوية تكرّس ذكراها؟

أفكِّر ملياً، ولا أعرفُ الجواب.

والأسوء من ذلك، ماذا تفعلُ أجيالٌ تعرفُ كلّ شيءٍ من اضطهاد وعدوان وقمع يُرتكب ضد شعب بريء وأطفال أبرياء؟ وتختار الصمت وسط هذه الآلام؟

ماذا قد تفعلُ أجيالٌ تعرفُ كلّ شيء من مجازر وانفجارات؟ وهي عاجزة عن المساعدة بطريقةٍ ما، رغم رغبتها الماسة في تقديم مساعدة؟

مشاعرٌ متضاربةٌ اتجاه ما واجهته غزة من مجازر ودمار، وأسئلة كثيرة وسط العجز واليأس الذي يداهمني. ولكنّي أعرفُ وأتيقنُ أنَّ كلماتي وكلمات الكثير منّا تصنعُ المعجزات. أن يكون المرءُ مثقفاً يصنعُ فارقاً بأنْ يستطيع أن يميّز ما بين العدو، وشعب لم يرد شيئاً سوى السَّلام على أرضٍ لطالما كانت ملكه هو.

وأؤمن بأنَّ جيلنا اليوم لم يفشل في الحصول على المعرفة والثقافة اتجاه كلّ ما يجعل فلسطين تستحق الحياة، واتجاه الوقائع التي إمّا نقلتها الكتب الفلسطينية، أو إمّا لم يسمح العقل السليم بأن تفوته لأنّها واضحة وضوح الشمس.

لذا أرى أنَّ السلاح الوحيد الذي نملكه الآن هو نشر الحق بكلّ الوسائل بقدر ما نستطيعُ. فبكافة الأحوال، يجد الحق طريقه دوماً بوسيلة أو بأخرى، وإني متفائلة بأنّه لا يمكن أن يموت عندما يكون العدو معروفاً، وسياسته الخبيثة معروفة.