هل المرض هو الذي يقتلُ الإنسان، أم الذعر؟ كانت نهاية لم أتوقعها في رواية “أقصوصة الزهايمر” لوفاة مصابٍ بالزهايمر، بسبب نوبة قلبية حادّة! لعلّ الشعور بالإحراج بحد ذاته وفقدان لذة الذكريات يسردُ شعوراً من المشاعر التي تهيمن مرضى الزهايمر، وتعرقل حياتهم.

الأقصوصة لا تعطي فقط تعريفاً عن الزهايمر، وتاريخه، ومفهومات خاطئة قد يتبناها البعض عنه، هي أيضاً تكشفُ عن نبضات قلب متسارعة وخائفة، للشخصية المصابةِ بهذا المرض (يعقوب عريان). يعشقُ زوجته، ويبعثُ لها بالرسائل العميقة والمليئة بالتفاصيل نظراً إلى أنّه عاش بعيداً عنها كي يتلقى العلاج.

يعيشُ حياته ويخوضُ بمحادثات مع آخرين مصابين بالزهايمر أيضاً حيث كلّ منهم يحاول تذكّر قدر ما استطاع من مواقف وعلاقات عاطفية؛ إلّا أنّ يعقوب كان مهدداً بالتلاشي. أقترب الموت؟ هل سيزداد وضعه سوءاً؟ أم سيمر بمراحل الزهايمر كافة وصولاً إلى الأبشع منها؟ هل سينسى أحبّ من لديه وأكثر مما ينساه الآن من ذكريات؟ فلعلّ من أسوء ما واجهه هو عندما أراد شراء هدية عطر لزوجته، نسي اسم العطر..

كان غارقاً في كابوس النسيان؛ كلمة قد تعني اختفاء كلّ ما هو قبيح، إلا أنّه يسرق معه الجميل، ولذة الاستمتاع بالشيء الصغير في لحظة حدوثه. ولكنّي تساءلتُ كثيراً عند النهاية، هل المرض هو الذي يقتلُ الإنسان، أم الذعر؟ لعلّ العجز حاصر يعقوب من الاتجاهات كافة، فإمّا كان أيضاً سيفقد قدراته العقلية، أو يفقد قدرته على العيش!