هل قرأتم يوماً مؤلفات الكاتب والصحفي والروائي المِصري إبراهيم فرغلي؟ برسائله الإنسانية المبطنّة يقدّم رواياته على طبق من الغموض والإثارة والحماسة، إذ يُعتبر أحد ألمع كتّاب هذا الصنف الأدبي في العالم العربي.

رغم الغموض والقضايا في رواياته، يعطي فرغلي للقارئ مساحة تأمل شاسعة لمستقبل الإنسان الذي يمثل العمود الفقري للأدب. وعبر لغته البرّاقة والسلسة، يقدّم قصصاً إنسانية ضمن أحرف عالمه الروائيّ الممتد ما بين أدب الرحلات والناشئة. فكيف يصوّر الروائي المِصري هذا الإنسان؟ وما أهميته العُظمة؟

الإنسان

ضمن مؤلفات الكاتب المصري ما بين “قارئة القطار” و”مصاصو الحبر” و”بيت الزخرف”، تتجلى مفاهيم أصول هُوية الإنسان ورحلته عبر الحياة. وعادةً ما تتمثل هذه الحياة برحلات عبر القطار مثل في رواية “قارئة القطار” التي يفقد فيها الراوي ذاكرته ويمضي وقته في قطار مع امرأة تقرأ كيلا يتوقف القطار عن التحرّك. حيث يتعمّق فرغلي في مغامرات البحث عن الذاكرة والطرق المعقدة التي تمر من خلالها هذه الهُوية البشرية.

وترسّخ روايات فرغلي علاقة الإنسان بالمكان وتميلُ بشكل كبير على الأدب الخيالي التاريخي. ويُمكننا أن نرى ذلك عبر إحدى رواياته القديمة “بيت من الزخرف”. فهي سيرة متخيلة لشخصية معاصرة تعايش عقل الفيلسوف الأندلسي المسلم ابن رشد وتبني جسراً ما بينهما. وبحسب فرغلي، فإن الرواية تضيء شمعة على أسباب محنة العقل العربي للإنسان المستمرة بعد آلاف السنين. 

ويعتبر الروائي المِصري أن من مهام الأدب الأساسية طرح معاناة الإنسان ومشاعره وما يعيشه الإنسان المعاصر مقارنة بأشخاص عاشوا في عصور قديمة والتطلع إلى المقارنات والمستويات ما بينهما.

اللغة والحبكة في آنٍ واحد

يعتبر فرغلي أن اللغة هي أداة أساسية ومعيار مهم لكل من الكاتب والأدب. ويحرص على استخدام ضمائر مختلفة مثل الضمير المتكلم، وهذا التنوّع يهدف لإعلام القارئ أن تدارك اللغة هي أهم عنصر أثناء القراءة. حيث مواقع التواصل الاجتماعي أدت إلى تراوح وتدني في الاهتمام باللغة.

ولا تقتصر مؤلفات الكاتب على ما ذُكر في المقال، إذ لديه أبناء الجبلاوي ومفتاح الحياة ومدينة الأقلام السحري وآكلة البشر والفتاة الآلية، وأبرزها مصاصو الحبر التي تحكي عن مخلوقات مسؤولة عن سرقة الحبر من الكتب، والذي كان محوراً أساسياً لإحدى جلسات مهرجان طيران الإمارات للآداب الحديثة، “في غرفة التحقيق” المليئة بالغموض والإثارة والمخيّلات الواسعة لاكتشاف ملابسات في سرقة حبر رواية “قارئة القطار”.

هل تخططون لقراءة إحدى روايات إبراهيم فرغلي، والخوض في مغامرات من صنف جديد؟