الإعلام والانتخابات… ما العلاقة بينهما؟ إذ يكمن الجدل في أنّ هنالك وسائل إعلام عدة تعمل لصالح سياسيين بهدفِ تحقيق برامجهم السياسية. وتساعدهم في الفوز في الانتخابات وحجب ما قد يؤثر عليهم سلباً من تصريحات.
وقالت الصحفية في قناة “الشرق”، غادة عاطف، إنّ “تطويع صحفيين هي قضية دائمة يعاني منها الصحفي. لأنّه يريد المعلومات من مصدره، ولكنّ مصدرهُ يريد الظهور الأمثل”.
وهذا ما عرضه الفيلم المكسيكي، “الدكتاتورية المثالية“، عن الإعلام والانتخابات. حيث روى طريقة فوز الحاكم المكسيكي برئاسة الدولة عندما قدّم رشوة لقناةٍ تلفزيونية مقابل أن تحسّن سمعته بعدما نشروا مقطع فيديو يكشف انخراطه في أعمال فساد.
وتختلفُ بعض الدول في العالم العربي من الغربي “بوجودِ أجندات خاصة تابعة لحزبٍ سياسي تهدفُ لنقل صورةٍ معينة”، حسبما أفادته الصحفية من لبنان والمدرّبة الإعلامية بقناة (دوتشيه فيلي)، هيفاء البنّا، عن هذا البلد. وأشارت إلى “حالات تطويع صحفيين في لبنان”.
كيف جرت الإعلام والانتخابات
جرت الانتخابات اللبنانية في 15 أيار (مايو) 2022، بمنافسةٍ بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ وحزب الله وحركة الأمل، وفقاً لقناة الجزيرة.
“يدفعُ المرشح ثمن ظهوره على المحطة ولا يحصل جميع المرشحون على مساحةٍ متساوية في الظهور. فذلك يعتمد على مدى قوة المرشح وقدرته على تجييش جمهور كبير، حسبما ذكره المدير الشريك والمنتج التنفيذي في (ثري إم دي ستوديو)، رأفت الدرزي.
ومن جهتها، أشارت الصحفية، البنّا، إلى أنّ “النتائج جاءت عبر ماكينات تابعة للحزبِ السياسي ووسيلته الإعلامية وليس من خلال طريقة الفرز القانونية. وهذا حد من شفافية العمل الانتخابي بسبب قلة المراقبة”.
وجرت الانتخابات الصومالية تزامناً مع الانتخابات اللبنانية. واُختتمت بفوز الرئيس السابق حسن شيخ محمود، بعد تفوقه على الرئيس المنتهية ولايته، محمد عبدالله فرماجو، وفقاً لقناة “الجزيرة“.
وأثناء الانتخابات، “يوجد فساد كبير كشراء الأصوات وتزوير لصالح سياسيين، مما يدفعُ السلطات المحلية لمنع صحفيين من بث ما يجري”، حسب وكالة الأناضول، نقلاً عن مصادر.
وفي السياق، نوّهت الصحفية، عاطف: “يوجد تقاطع سياسي داخل الصومال يؤثر على الإعلام. وهنالك تقاطع مصالح دول إقليمية وقوى دولية مثل إثيوبيا والولايات المتحدة وتركيا. كما توجد صراعات قوى محليّة وقَبَلية إضافةً إلى حركة الشباب”.
حريّة الصحافة
عمّا إذا كان هذا الاستحواذ يؤثر على حريّة الصحافة، ذكرت الصحفية، عاطف، بأنّ “30 صحفياً صومالياً على الأقل أبلغوا عن انتهاكات بحقهم من قبل الأمن والمسؤولين أثناء تغطيتهم الانتخابات البرلمانية. كما أُغلقت قنوات ترفض تقاضي رشاوى مقابل سحب تصريحات لمرشحين قد تضر بالعمليات الانتخابية”.
ومن جهتها، قالت الصحفية، البنّا، إنّ “تقاضي الرشاوى والتزام صحفيين مع أجندات وسائل إعلام يؤثر على مصداقية الأخبار. وهذا يجعلنا نلجأ لصحفيين مستقلين لمعرفة ماذا جرى بالفعل”.
واستنكرت عاطف تطويع الصحفيين، مشددةً على “أهمية التحقق من المعلومات مهما كانت الثقة بالمصدر”.
Leave a Reply