تحت باروكة سوداء، ووراء نوافذ السيارات، كانت أميرة ويلز، ديانا، تختبئ من عدساتٍ طاردتها أينما ذهبت، متعطشةً لرصد كلّ جديد يدور في حياتها لحين أن لقت حتفها بعد حادثةٍ غيّر مجرى الإعلام في برياطانيا.
“قررت المحكمة البريطانية أنّ قيادة السائق، ومطاردة الباباراتزي، كانوا السبب في مقتلها. وأصبحت هناك قيوداً أكثر على الباباراتزي في برياطانيا”، حسبما أفادته الصحفية المقيمة في لندن، روناهي حسن.
وهذا ما سرده الفيلم الروائي (ديانا)، والذي أظهر غضبها من هؤلاء الصحفيين بسبب مطاردتهم والتقاط صورٍ لها. وكانت تتنكر لتتمكن من الخروج بحريّة، كما أظهر حادث موتها.
و”لا يوجد في العالم العربي الباباراتزي المتعارف عليه بالغرب، نظراً إلى أنّهم لا يفسحون المجال للتحدّث في مواضيعٍ شخصية. ويكتفي الصحفي عادةً باللقاء مع النجم في حفلةٍ ما”، وفقاً لما ذكره المراسل والمقدّم من موقع (إنسايدر) بالعربية، ايلي نخله.
ما بين انتهاكات وجمع الأخبار
اختراق الخصوصية هي جزءٌ من “صحافة الفضائح”. عُرّفت بالصحافة الصفراء، والتي ظهرت بدايةً في الولايات المتحدة الأمريكية، ثمَّ انتقلت إلى دول العالم.
وفي السياق، نوّه نخله أنّ “ملاحقة مشاهير من أجل تصريحات أو التقاط صورٍ لهم يعود لعددٍ من مدارسٍ صحفية ومنهم من يعتمد على هذه الطريقة بهدف التريند. ولكن على الصحفي أن يحترم الشخص الذي يقابله، وأن لا يجبره في حال لمس منه عدم الرغبة في الإجابة”.
ومن جهته، قال الصحفي في قناة “الحرّة” المقيم في العراق، يوسف الحسيني: “لا يحقُ للصحافة أن تخترق خصوصية المشاهير بشكل اعتباطي وغير منضبط، إلّا بالقدر الذي يسمحون به أنفسهم”.
وعمّا إذا كانت الانتهاكات الخصوصية تهدد حريّة المشاهير، ذكر الحسيني بأنّها “قد تدفع البعض إلى التعامل بخشونة، بمعنى استخدام ألفاظ جارحة أو أكثر من ذلك مع هؤلاء الصحفيين، من باب الدفاع عن الحريّة”.
أخلاقيات الصحافة مع المشاهير
يعتبر المراسل، نخله، بأنّ “أخلاقيات الصحفي تأتي من أخلاقياته الشخصية وتربيته. فلا يمكن أن يكون متطفلاً على أخبار الآخرين إن لم يكن هو بطبيعته وبحياته الخاصة متطفلاً”.
ومن جهته، شدد الصحفي، الحسيني، على أهمية “مراعاة مشاعر المشاهير أثناء لقاءهم وقبل طرح أي سؤال. فهم بشرٌ أيضاً، ولهم حياتهم الخاصة التي قد تتعرض لظروفٍ كثيرة”.
وقالت الصحفية، حسن، إنّ “الصحفي عليه موازنة ما بين حرية التعبير والحرية الشخصية. ويدرك أنّه سيكون مسؤولاً عن أي خبر سيدخل في إطار خدمة المجتمع”.
ويُذكر أنّ المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لدى الأمم المتحدة، تنص على “امتلاك الإنسان الحق في حريّة التعبير والتماس مختلف الأفكار، وتلقيها ونقلها لآخرين دونما اعتبار للحدود، ولكن بشرط احترام حقوق الآخرين وسمعتهم”.
1 Pingback