أتذكر في يوم من الأيام قرأت رواية البؤساء الذي كتبها فكتور هوجو، وهي من أفضل وأجمل الروايات التي قرأتها.
من أحد المواضيع التي تناولتها الرواية كانت عن حياة أحد الشخصيات تدعى بجان فالجان. كان جان فالجان سجيناً لمدة 19 عاماً بسبب سرقته لقطعة خبز من أجل إطعام ابن أخته ومحاولته للهروب عدة مرات. وأثرت حياته في السجن عليه كثيراً لدرجة أنه أصبح قاسي القلب ويعامل الناس بطريقة فظة.
بقي على هذه الحال حتى التقى بفتاة صغيرة تدعى كوزيت كانت معذبة ومستعبدة من قبل عائلة شريرة. وقام فالجان بإنقاذها من تلك العائلة بحيلة ابتكرها، وعاشت كوزيت معه لبقية أيامه. أثرت قصة فالجان فيّ كثيراً. على الرغم من أنّ قلب فالجان كان قاسي مثل الحجر بسبب حياته في السجن، ولكن التقائه مع كوزيت غيرت من حياته كثيراً وحولت قلبه الفظ لقلب حنون تجاه الآخرين.
أدركت حينها أنه مهما كانت قسوة وبرود القلب عند الشخص، لا بد أن يكون هناك ذرة عطف وحنان في داخله بحاجة لمن يخرجها لتظهر على السطح وتحل محل القسوة والغلظة، وأنّ معاملة الناس بالعطف والمودة هو ما يساعد في إخراج هذه الصفات الجميلة المدفونة في القلوب.
أنظر أيضاً: الانتقال إلى حياة جديدة
Leave a Reply