هل يستحقُ المرءُ أن يُعاقب على ارتكابهِ لجريمةِ قتل؟ ألم تكن مشاعره الغاضبة مهيمنة، وهي التي دفعتهُ لارتكابها؟ كان بطل رواية “الجريمة والعقاب”، راسكولينكوف، يعيشُ عالماً أسود. يخافُ الجميع، ويشمئزُ وجودهم. ويحتكُ بمواقف ومواجهات عائلية مريرة في حياتهِ، لحينِ أن وصل به التوتر إلى قتل امرأةٍ مسنةٍ بعد أن “غضب” منها.
بأجوائها المرعبة، أرادت “الجريمة والعقاب” وصف مشاعر مختلطة لدى قاتل. المضطربُ، والشكّاكُ، المختلُ عقلياً والمتزمتُ بفعلتهِ، يعيشُ حياتهِ هارباً ومتخفياً؛ يقعُ في الحبِّ، ولكنّهُ يداوم على إخفاء سرّه الكبير.
شعرتُ بأنّها روايةٌ واقعيةٌ بحت. لأنّني لم أكن لأعرف ماذا يدور في عقلِ مريضٍ نفسيٍ انحرف إلى سلبِ أرواح بشرٍ مثله. خصوصاً بأنّه شكّاكٌ خاف الجميع. واعتبر بأنّهم يخططون القبض عليه مما شكّل الهلاك بالنسبةِ له، بمن فيهم عائلته وأقرب من لديه، على الرغم من أنّهم يحبونهُ بشدّة.
ومع ذلك، شعرتُ نوعاً ما بأنَّ الكاتب، الروائي الروسي فيودور دوستويفسكي، فتح مجالاً أوسعَ مما يجبُ للقاتل أن يعبّر عن “رأيه” في القتل، كونه انتهك أسمى معاني الإنسانية. لعلّه كان يسهبُ في الدفاعِ عن فعلتهِ عبر كتابة مقالات تتحدّث بطريقةٍ غير مباشرة عن القتل وكيف يكون “فعل غير إرادي”.

أنظر أيضاً: رسائل سيلفيا بلاث
Leave a Reply