تنتهك الصحافة الصفراء خصوصية الأفراد لأسبابٍ مختلفة قد تكون مادية، أو بهدفِ التشهير والابتزاز.

و”تسببت مواقع التواصل الاجتماعي بازدياد انتهاكات الصحافة الصفراء لأنّ وسائل الإعلام توسعت أكثر. وصار هنالك مواقعٌ كثيرة تنشر الأخبار المفبركة”، حسبما ذكرته المراسلة وكاتبة الأخبار في قناة “إم بي سي” ماريا شربل.

وفي هذا الإطار، ينص قانون لمكافحة جرائم تقنية المعلومات صدر في 2006 بالإمارات إلى حماية الخصوصية وعدم استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات في التشهير والازدراء والتحريض والانتهاك، حسبما أفاده المحامي، ناصر العور، الذي يأتي من مكتبٍ للمحاماة والاستشارات القانونية يحمل اسمه.

وعن مدى احترام وسائل الإعلام العربيّة لخصوصية الأفراد، قالت الصحفية المستقلة هِبة هاشم إنّ “ذلك يعتمد على المنصة الإعلامية وسمعتها. حيث توجد وسائل إعلام شعبيّة كثيرة لا تملك المصداقية والأخلاق وتنشر الشائعات. وتوجد مؤسسات إعلامية كبيرة ومعروفة تحترم خصوصية الأفراد”، على حد تعبيرها.

وقالت المراسلة شربل “إنّ بعض وسائل الإعلام تتنافس للحصول على سبق صحفي ونشره على منصاتها، حتى لو أدى ذلك إلى انتهاك حياة الأفراد الشخصية وخرق القوانين. وهذا لجلب المشاهدين وكسب المال من خلال المتابعات”.

وعلى الصعيد السياسي، أفادت شربل أنّ “انتهاك حياة شخصيةٍ سياسية قد يكون بغرضِ تشويه سمعته. ولكن قليلاً ما تحدث انتهاكاتٌ سياسية في الإعلام العربي لأنّه لا يملك الحريّة الكافية للتعبير”.

واستدركت أنّ “الإعلام اللبناني يملك حريّةً أكبر نسبياً. حيث توجد قناة (أو تي في) التابعة للرئيس اللبناني ميشال عون”. وقالت: “كلّ من ضدِ سياسية ميشال عون يظهر على هذه القناة لمهاجمته لكسب شعبية الجمهور وعددٍ كبير من الدعم اللبناني”.

ومن جهته، اعتبر الصحفي من جريدة (الاتحاد)، سامي عبدالرؤوف، أنّ الانتهاكات هي من “تقصير الفرد، وليس المؤسسة الإعلامية”. وشدد على “أهمية الرقابة الذاتية”.

أمثلة عديدة لـ”الصحافة الصفراء”

وكانت مقدمة البرامج ريهام سعيد قد اتهمت في 2016 بسرقةِ صور شخصية لفتاةٍ كانت ضحيةً للتحرش، سمية عبيد، أثناء لقاءٍ على برنامج “صبايا الخير”. ونشرتها من دون إذن الفتاة، حسبما ذكره موقع بي بي سي عربيّة.

إلى ذلك، انتشر تسجيلٌ مسرب للوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، لحوارٍ خاضه مع الناشطة في الثورة السورية ميسون بيرقدار، انتحلت فيها شخصيةَ الإعلامية المصرية لميس الحديدي، في 3 تشرين الثاني (نوفمبر)، حسب قناة الحرّة.

وأضافت “الحرّة” أنّ برقدار أجرت معه حواراً حول المستجدات السياسية، من دونِ علم قرداحي أنّه مسجّل.

وفي هذا السياق، شددت كاتبة الأخبار شربل عن ضوابط الأخلاقيات. وتحدّثت عن أهمية الاستئذان من الشخص المعني قبل أخذ أي تسجيل ونشر خبرٍ أو صورةٍ ما والتأكد من المعلومات و”التفريق بين حريّة التعبير وانتهاك الخصوصية”. كما شددت عن خطورة انتحال شخصيةٍ أخرى.

وقالت الصحفية هاشم إنّ “الانتهاكات قد تُفقد من مصداقية المنصة الإعلامية وتتسبب في بعض الحالات بإغلاقها”، مشددة على مسؤولية المؤسسة لنشر الحقائق والتواصل مع مصادر موثوقة والتعامل معها بأخلاقية”.