هل تُسرد القصص على هيئة فنون وكلمات فقط؟ أم تتجسد في عادات وتقاليد ساهمت في صناعة أعمال يدوية تحوّلت إلى مشاريع عملاقة؟ إنها الفنون والأزياء والمجوهرات التي قد يكون هدفها بسيطاً، إلا أن وراء كل مِنهما لغة فنية وثقافية يتمسك بها المجتمع.
يقول المصمم، مارك جاكوبس، في اقتباس جميل إن “الملابس لا تعني شيئاً حتى يعيش شخص فيها”. حيث ما نرتديه يكشف أكثر من مجرد أسلوب، فالموضة تحكي للعالم قصة هُوية ووطن.
والمجوهرات ذات قيمة كبيرة بالنسبة للنساء، إذ دائماً ما تحرص العائلات على شرائها من أجل بناتهم. وتكمن أهمية كُبرى في الأزياء أيضاً، مثل الأحذية والزينة. فهنالك شيء خاص بالأحذية تجعله المحور الأساسي لكل فرد يبني عليها بقية ملابسه وتُعطي طابعاً برّاقاً لشخصيته.
نمو متدفق لمشاريع الفنون والأزياء
ووسط بيئة نابضة بالحياة والتنوع الإبداعي، تنمو العديد من مشاريع الفنون والأزياء والمجوهرات. وفي بعض الأحيان، لا يهتم المصممون بالمشترين بقدر أهمية أفكارهم وهُويتهم التجارية. في اقتباس جميل، قالت الفنانة ومصممة المجوهرات عزة القبيسي خلال مهرجان طيران الإمارات للآداب إنها “لا تفكر لمن تصمم بقدر ما تفكر في أن يعكس تصميمها هُويتها”.
وكثيراً ما تكون للموارد المُستخدمة للتصميم أيضاً ثقافة كبيرة بالنسبة للمجتمع. على سبيل المثال، كانت اللآلئ في الماضي طبيعية وصيد اللؤلؤ هو جزء كبير من الثقافة والإرث الإماراتي. وكان صعباً على وجه العموم العثور على اللآلئ وصُنعها، حيث استغرق الكثير من الوقت للعثور على لؤلؤة باللون والحجم والنغم نفسه لصناعة عقد واحد فقط.
وفي هذا السياق، لدى فنانون طيفاً واسعاً من الأفكار حول الحياة والفن والقصص الكامنة وراء تصميمات ويرغبون في تخليد ذكرى تراث اللؤلؤ العريق. ولهذا السبب تسعى عزة القبيسي مثلاً لإبقاء قصة لآلئ الإمارات حية عبر تصاميمها، إذ قالت عبر اقتباس جميل خلال المهرجان “فقدوا حياتهم وقدراتهم السمعية والبصرية ليجلبوا إرثاً كبيراً وجهدهم الكبير لا يُتداول على ألسنة الكثيرين عندما يرتدون تلك اللآلئ الجميلة”.
الخروج إلى عالم الإبداع
ولا تحب عزة سوى استخدام الموارد المحلية مثل الذهب، كجزء من الثقافة والهوية. وتغوص في مغامرات الإبداع اليدوي المليء بالتجربة والإلهام، وأولى التجارب هي عند اختيار نوع المادة، سواء الإسفلت أو الرمل.
وكيف يستطيع فنانون تحدي الحواجز والخروج إلى عالم إبداعي واسع الأفق ومشاركة قصصاً عديدة؟ إنها الاستقلالية، أن تفكر خارج الصندوق وأن تدفع الحدود. وتكمن القصة ليس فقط في عرض الهُوية بل في مشاركة هذه الهُوية على نطاق عالميّ. ثمة فنانون رأوا الشرق الأوسط كبداية ناجحة في تجارة الأزياء والمجوهرات، إذ كانت النساء متحمسات جداً وفرص الاختلاط في مناسبات كبيرة عادةً ما تدعم المشروع مادياً.
وثمة فنانون آخرون فضلوا عدم الذهاب للوظائف المعتادة. أرادوا الاختلاط مع الناس والاستماع إليهم. وتواصلوا مع شركات من خلال المعارض والاستماع إلى الآراء بخصوص الهدايا الترويجية، مما زرع أساليب تجارية في إدارة مشروعهم التصميمي.
وعندما يتعلق الأمر بنطاق عالمي، فهذا يعني أن القصة حية ليس فقط عبر صناعة أزياء ومجوهرات بل بتداولها ومشاركتها، وهكذا يعرف العالم كله بقصص ثقافية تبني جسراً ما بين الثقافة والأخرى.

Leave a Reply