أسقطت جمعية الصحفيين الاحترافيين في الولايات المتحدة الأمريكية “الموضوعية” من قانونِ الأخلاقيات الخاص بها في 1996. وهذا لأنّ الصحفيين بشراً ولهم آراؤهم وانحيازاتهم، بيّد أنّ ذلك لا يمنع من التمسك بقيم الإنصاف ومهارات المصداقية مثل التوازن والنزاهة والدقة والصدق والحياد.

وتُعرف الموضوعية بـ”يوتوبيا الموضوعية”. وتشير إلى الإعلام الموضوعي الذي من الصعب تحقيقه في الواقع العملي بمنابره المتعددة وأدواته ومنصاته المفتوحة على التغيير والاتساع حسب التطورات التكنولوجية.

ويؤكد الصحفي من جريدة “البيان”، رفعت أبو عساف، أنّ “الإعلام الموضوعيّ مستحيل لأنّه وجِدَ ليخدم طرفاً ما. وحتى إن كان يخدم المجتمع، فما زال تحت سيطرة الحكومة. الإعلام الحر هو مجرّد خرافة، ولا يمكن تطبيقه على أرض الواقع”.

وأضاف: “رغم ذلك، يجب على الصحفي تقديم الحقائق بصدق وعدم تزويرها مهما كانت مخيفة أو تسبب نتائج عكسية في المجتمع. وكذلك للصحفي “دوراً مهماً في مساعدة المجتمع وخدمة قضايا الناس والابتعاد عن قضايا الإثارة. وعليه أيضاً الإشارة إلى الخطأ ولكن بشكلٍ رصين ومن دونِ ثرثرة.

ومن جهتها، ترى منتجة الوسائط المتعددة من جريدة “الناشيونال” الإنجليزية، لين الفيصل، أنّ “المؤسسات الإعلامية غير الموجهة نادرة”. واستدركت: “إلّا إن كانت ممولة من الشعب مثل قناة (بي بي سي). حيث لا أحد يتحكم فيها مادياً أو سياسياً، ولا توجد مشكلة إرضاء طرفٍ معين”.

عوائق الموضوعية في الإعلام

“تشرح الفيصل إنّ “للمؤسسات الإعلامية الكبيرة مالك وإرضائه وإرضاء آرائه ونهجه الذي يريد نشره بين الناس مهمٌ جداً.

واستدركت أنّ “التكنولوجيا أثّرت إيجابياً لأنّ المعلومة أصبحت مكشوفة، حيث جرّب الإعلام السليم أن يحسّن من طرقِ تقديم الخبر. وأصبح الجمهور لا يعتمد على مؤسسة إعلامية واحدة عند تشكيل رأيه لأنّ جميع المنصات متاحة له”.

ومن جهته، عارض أبو عساف قائلاً إنّ “التكنولوجيا فتحت المجال ليس فقط للملتزم والرصين بل للمخرّب الذي ينشر الشائعات. وأصبح للفئة هذه دورٌ أساسيٌّ في الرأي العام”

أنظر أيضاً: هل الصحافة الصفراء منتشرة بكثرة في العالم العربي؟