عزيزي المقيم،

إن كنت تعاني من قلة الأمان في الحي، لا عليك سوى تقديم شكوى إلى من يهمه الأمر في مركز الأمن، ولكني أشك أنك ستجد بالفعل من سيهمه شعور إرهابي معدوم الضمير بالخطر.

هل أغضبتك؟ عذراً إذ جرحت كلماتي أحاسيسك المعدومة. دعنا نلتقي عند القدس لأخذك في جولةٍ حول المنطقة تعويضاً عن ما قلت لأُريك آثار الدمار وقبور من ماتوا قهراً على وطنهم بسبب قنابلكم ومجازركم، ولترى من لا زالوا صامدين مع روحٌ ميتة من الداخل بسبب قمعكم لمعيشتهم. ولأُريك أيضاً منازلٌ فارغة ومدمرة سكنها سابقاً من طردتم قسراً خارج بلده فاقداً لكرامته ومعيشته، محاولاً أن يستعيدهما بعد أعوامٍ من هلاك العيش في المخيمات. ولكن لا أعرف كيف سآتي أساساً. هل أتحدث أيضاً عن الرسالة الرسمية التي يجب إرسالها للمزعوم بجلالتك متوسلةً للمجيء إلى وطنٍ من المفترض ألا أُحرم من أن أخطو ولو خطوةٍ واحدة على أرضه؟

هل استفززتك أكثر؟ عذراً أنني لا أدرك أنكم تحاولون نشر السلام وتعتبرون أنّ رمي القنابل وبث الظلم هم وسائل لنشره. عذراً أنّ عقلي غير مصمم لتقبل أفعالكم على أنها تبث الإنسانية. ولكنه على الأقل يدرك أنّ عليك التفكير ولو قليلاً قبلما تشعر بالخطر في المرة القادمة. لعلَّ دماغك يستوعب شيئاً من أبجدية الإنسانية والحرية التي حرمتم الفلسطيني من رؤية ولو حرفاً من كليهما.

تحياتي،

طفلة روحي المجهولة التي جعلتها تتساءلُ مراراً عن اليوم الذي سترى وطنها فيه من دون قيود

وملاحظة،

أراكم وأنتم تحاولون مسح علمنا واستبداله بعلمكم، معتقدين هباءً أنكم ستنزعونه من قلبنا بهذه الطريقة.

أنظر أيضاً: البؤساء