تحدّيات الإعلام الرقمي والتنافسية: هل للإعلام مستقبل جديد؟

مع تطور الإعلام الرقمي، سلّط إعلاميون الضوء على تقنياته، ولكنّه لن يحتلَ مكان الإعلام التقليدي الذي ما زال يعتبر قيماً.

وبات الإعلام الرقمي قطاعاً اقتصاداً سريع النمو، وقادراً على خلق ملايين الوظائف، وفقاً لقناة “سكاي نيوز عربيّة“.

وذكرت المدرّبة في مجال الإعلام الرقمي، سامية عايش، أنّ “التقنيات الجديدة منحت الفرصة للتعرّف على السلوكيات البشرية في استهلاك المواد الصحفية. حيث أنّ فكرة جديدة لأخبار قصيرة هي نابعة من منطلقِ أنّ الناس لم تعد تقرأ بشكلٍ كبير”.

ورغم هذه التطورات، إلّا أنّه “ما زال هناك من يتجه لوسائل الإعلام التقليدية لتأكيد معلومات حصلوا عليها من الإعلام الرقمي عن أحداث مثل جائحة “كوفيد-19”، حسبما قاله المدرّب الإعلامي المقيم في السعودية، وائل الطيب.

صحافة الموبايل

ونوّهت عايش عبر تسجيلٍ صوتي على الـ”واتسأب” أنّ “معظم تطورات الإعلام هي بفضلِ جهاز الموبايل. حيث سهّل على صحفيين عملية التنقل، واستخدام أدوات جديدة في التصوير، والمونتاج، والتسجيل، إضافةً إلى الكتابة والنشر. كما تعتمدُ مؤسسات على ستوديو متحرّك مكوّن فقط من هاتف”.

ورغم ذلك، “تحاول كبرى الصحف العالمية إبقاء نشر نسخها الورقية الدورية بجانب نسخها الرقمية. لأنّ لو انقطع العالم عن الاتصالات، ستكون هي المنقذ الوحيد”، وفقاً لما أفاده الطيب. وأشار إلى كون “الراديو وسيلة مهمة في تغطية الحروب عند هذه الحالات”.

روبوتات مقابل صحفيين

وفي 2019، قدّمت قناة الأخبار التابعة للحكومةِ الروسية، “روسيا24″، إنساناً آلياً في مقعد مذيع الأخبار بعددٍ من نشراتها، حسب قناة “بي بي سي” عربي.

و”طورت مؤسسة حبكة للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية خدمة التعليق الصوتي الإلكتروني بجميع لغات العالم وبدقة عالية”، وفقاً لما ذكره الطيب، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”حبكة”، عبر الـ”واتسأب”.

و”مستقبلُ الإعلام حتماً يشمل توظيف أدواتٍ اصطناعية لأداء مهام”، حسبما أكّدته المدرّبة في مجال الإعلام الرقمي، عايش. واستعانت بمثال لـ”آلةٍ تستطيعُ جمع معلومات من الأقمار الاصطناعية والمواقع المتعلقة بالطقس للنشرة الإخبارية”.

وعمّا إذا كان الروبوت متمكناً من استبدال الطاقم البشري، أجابت عايش: “ثَمةَ فرق ما بين المهام الذي يستطيعُ الروبوت فعلها وتُزيلُ عن الصحفي عبء القيام بأعمالٍ مملة، وما بين مهامٍ يتوّجب عليه التمسك بها لأنّها تتطلبُ التفكير والتعامل مع بشرٍ في حالات صعبة مثل تغطية الحروب”.

الإعلام الرقمي والتنافسية

“تعددت طرق التنافسية في الإعلام عبر الأزمان، حيث كانت تعتمدُ على كونها “إعلاماً سبّاقاً. ولكن مع تزايد الأخبار المفبركة، صارت قائمة على السرعة والدقة بالتحققِ في آنٍ وخلق تجربة أفضل للمستخدم” حسبما أبلغته عايش.

وأضافت: “أصبحت منصات إخبارية تعتمدُ بشكلٍ كلي على نشر محتوى سطحي”. وأشارت إلى “معايير الاختيار ما بين نشر هذا الخبر أو الآخر، فالأمر هنا يتعلّق بأخلاقيات الإعلام“.

وشددت بأنّه “يجب على مؤسسات إعلامية أن تكون رائدة في مجالها، إذ لا يبحثون على كثرة المتابعين إلّا للمدى الطويل من خلال كسب ثقتهم وتقديم محتوى يُرضيهم ويكون عميقاً في الآنِ ذاته.