قال وزير الثقافة الأردنية الأسبق، جريس سماوي، إنَّ “وعينا تشوه، وهذا التشوه أصاب النخب السياسيين والإعلام والناس”.
ووضح أنّ “الناس، حتى التي تملك شهادات عليا كثيرة، تتناقل كمية هائلة من الإشاعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي”. ويؤكد أنّ “هذا جهل”.
وشدد جريس سماوي أنّ “دور الفنان والكاتب والشاعر والإعلامي هو دور تنويري”. وأضاف: “التنوير هو الذي يقودنا لنفكر تفكيراً صافياً ونأخذ بالأسباب والنتائج ليصبح العقل الذي نحمله بين اكتافنا عقلاً نقدياً ومنطقياً وفلسفياً”.
وأبلغ مدير مهرجان جرش الثقافي الأسبق، في مؤتمر صحفي عُقد عن بعد مع طالبات صحافة من الجامعة الأمريكية في دبي الثلثاء الماضي، أنّ تخلي مدارس الأردن عن دراسات الفلسفة والمنطق تسبب بصدور جيل “لا يفكر بعقله بل بعواطفه وأحياناً بغرائزه، ولا ينقد النقد العلمي ولكن ينقد النقد الثأري السلبي المدمر للفرد والمجتمع”. وأردف أنّ المدارس تخلت أيضاً عن تدريس الفنون مثل الرسم والموسيقى.
“ولاء أمريكيٌّ أردنيٌّ”
وتحدث الكاتب عن حياته في أميركا والأردن قائلاً إنّه عاش في “مجتمعين استهلاكيين”، ولكنه على الرغم من ذلك تمكن من الالتحاق بحياة مليئة بالاستكشافات.
وأضاف سماوي: “كنت أذهب في أميركا إلى السينما والمسرح فهذه كانت فرصة لرؤية أرقى مسارح العالم. وزرت مقهى عند المينا نيويورك ورأيت هناك الكرسي الذي كان يجلس عليه جبران خليل جبران. وعندما أتيت إلى الأردن رأيت المناطق الأردنية بأكملها ومن ضمنها القرى والبوادي والفلاحين”. ووضح سماوي حينها أنه تمكن من النجاة من حياة استهلاكية في المجتمعين.
وقال متحدثاً عن ولائه للجنسيتين الأردنية والأمريكية إنّ ولائه للإنسانية باعتباره أردنياً وأميركياً. ووضح: “إذا كان هناك قانون ظالم في الأردن سأقف ضد هذا القانون، ولكن هذا لا يعني أنني منتصراً لأميركا. وإذا كان هناك تمييز عنصري في أميركا سأقف ضد هذا التمييز، وهذا لا يعني أنني ضد قانون الأميركي بأكمله.”
وشدد: “طبعاً في النهاية أنا عربي، أنا أردني. تهزني وتطربني الأغاني العربية وقضايا العرب هي التي تهمني. أبكي على ما يحل بالعرب، وأفرح عندما تحقق بلدي إنجازاً. ولكن هذا لا يعني أنّ هناك استحالة في التوفيق بين الجنسيتين.”
مسيرة جريس سماوي الأدبية
عاش الشاعر في بيت مليء بالأدب والثقافة، وكان يحب الكتابة منذ الصغر. وقال سماوي في هذا الصياغ: “أنا ولدت شاعراً، فكان والدي شاعراً للشعر الشعبي وكان يتقن العزف على الربابة، وأمي كانت معلمة وأول معلمة لي التي علمتني الأبجدية”.
وتحدث عن نصوصه قائلاً إنّه “أقسى ناقد على نصوصه”. تطلب منه ثلاث سنوات لكتابة بعض النصوص مثل قصيدة “أقتفي أثري.. أنقّب عن بلادي”، وهو يعتبر نفسه من الشعراء الذين “يعيشون مع النص”، ولا يستعجل للنشر أو يسلق نصه.
وبيّن أنه سيصدر نصوصاً جديدة في كتاب جديد في 2021. وقال متحدثاً أكثر عن الشعر أنه اكتشف أنّ الشعر الجاهلي “ليس شعر جاهلي بالفعل”، ولكنه شعر حديث. يعتقد أنّ هنالك حداثة في الشعر الجاهلي، حداثة بمعنى “ما هو عابر للزمن وطازج في العقل الإنساني دائماً”.
وبسؤاله حول إذ كان يحن لأن يعود وزيراً، قال: “أنا أحن للخدمة العامة، وأفرح عندما أكون بين الناس. من الجميل أن يكون الشخص وزيراً ولكن إذا سألتني عن حنيني فأنا أحن لأيام جرش ولكوني أمين عام لأني كنت بين الناس وأخدم بين النخب الثقافية والشرائح الاجتماعية الشعبوية.”
يذكر بأنّه عقد المؤتمر الصحفي الثلثاء الماضي مع طالبات صحافة من الجامعة الأميركية في دبي على سياق تدريبهم على كيفية القيام بمؤتمر صحفي، وكان تحت إشراف أستاذ الإعلام موسى برهومة.
أنظر أيضاً – مجد كرديه: التجارب مثل النار تساعد على نُضج الفنان
1 Pingback