تُعاني من الإرهاق المفرط وتواجهُ صعوبةً حادّة في البقاء مستيقظة حتّى أثناء العمل. رافقت هذه الأعراض سكايلر منذ سن المراهقة لحين أن اكتشفت في 2022 بأنّها مُصابة بما يسمّى “داء التغفيق”، أو “النوم القهري”.
وتقول سكايلر بروكس (21 عاماً)، مساعدة مدير في متجر ألعابٍ إلكترونية من الولايات المتحدّة، عبر اتصال: “كان شعوري بالنعاس الشديد يزداد سوءاً. امتلكت هوايات كثيرة مثل القراءة والألعاب الإلكترونية ولكنّي لا أستطيعُ الاستمتاع بها الآن نظراً إلى أنَّ الغفوة تأخذني دون إرادتي”.
والنوم القهري هو أحد اضطرابات النوم المزمنة، حيث يُصاب المريض بنوبةِ نومٍ مفاجئةٍ في أي وقتٍ. وهنالك نوعان للمرض: النوع الأول، الأكثر شيوعاً، الذي يأتي معه السقوط المفاجئ (فقدان التوتر العضلي). والنوع الثاني لا يأتي معه السقوط المفاجئ، بحسب موقعِ (MayoClinic).
ووفقاً لأطباء، “أسباب الإصابة بمرض داء التغفيق غير معروفة. ولكن نقص مادة اليبركريتين بالدماغ قد يساعد على الإصابة، وقد يكون للوراثة دورٌ أيضاً. وربما تزيد نسبة الإصابة عبر فيروسٍ، لقاح، أو إنفلونزا الخنازير”، حسبما أبلغهُ طبيب الدماغ والأعصاب في مستشفى (آدم فيتال) بدبي، طارق الدبّاس عبر الواتسأب.
ومن جهته، أفاد طبيب الأعصاب، هشام القلعاني، أنَّ “سن الفرد والبدانة قد يشكلان عوامل خطر للتعرّض للمرض”. وأشار عبر الواتسأب إلى أنَّ الاكتئاب أيضاً “قد يشكل محفزاً للإصابة به”.

تأثير النوم القهري على المصاب
وسكايلر مُصابةٌ بالنوعِ الأول من النوم القهري، حيث أُصيبت به وراثةً. وبحديثها عن أعراضٍ واجهتها، شرحت أنّها “رأت هلوسات عديدة وواجهت السقوط المفاجئ بشكلٍ متكرر”.
وعمّا إذا كانت تواجه تأثيرات نفسية واجتماعية سلبية، أعربت سكايلر عن “شعورها بالاستياء الشديد لبضعة أعوام” بسبب الأعراض. ووصفت إرهاقها بأنّه “إرهاق شخص لم ينم منذ ثلاثة أيام”. وأشارت إلى أنّها “لا تستيقظُ على صوتِ المنبه بسهولة، وتعتمدُ على والدها كي يُقظها للعمل أو اللحاق بمواعيدٍ مهمة”.
وأضافت: “لا أستطيعُ الحديث مع أناسٍ خارج دائرة العائلة والعمل، نظراً إلى طاقتي القليلة التي تمنعني من البقاء على تواصلٍ مع الآخرين ورؤيتهم في وقتِ الفراغ. كما أنّني لا أستطيعُ ممارسة الرياضة، الشيء الذي جعل وزني يزدادُ بكثرة”.
وعمّا إذا كان النوم القهري يُسبب تأثيرات جسدية سلبية، يعتبرُ الدبّاس أنَّ “المرض قد يسبب الأذى الجسدي نظراً لسقوطه أرضاً خلال تعرّضه لفقدان التوتر العضلي، وخصوصاً إذا نام المريض أثناء قيادته للسّيارة، أو عند طبخ الطعام، حيث قد يتعرّضُ للحروق حينها”.
هل داء التغفيق يُعالج؟
لا يوجد علاج للتغفيق، حيث يلجأ المرضى عادةً إلى علاجاتٍ مؤقتة تساعدهم في التعامل مع الأعراض، بحسبِ موقعِ (Hopkins Medicine).
وهذه العلاجات، وفقاً للموقعِ، تعتمدُ على عوامل عدّة منها سن الفرد، وصحته، وتاريخه الصحّي، ومدى قسوة المرض، وتشملُ الأدوية، والعلاج بالنوم، والالتزام بغذاءٍ صحّي، وممارسة التمارين الرياضية، بالإضافةِ إلى العلاج السلوكي.
وعمّا إذا كان المرض يؤثرُ على حياة الفرد مستقبلاً، نوّهت سكايلر أنَّ “الكثير ممن يصابون بالنوم القهري يواجهون صعوبةً في الحفاظ على عملهم نظراً لأعراضهم، أو يستعينون بمساعدةِ الحكومة للدعم المادي”، مشيرةً إلى أنّها تفكّر أيضاً بالاستعانة بهذه المساعدة.
وعبّرت سكايلر عن “غضبها وشعورها بالهزيمة”، قائلة: “أحبُّ عملي رغم كلّ شيء، وهو ليس بالعملِ الصعب أساساً. لطالما كنتُ أعاني من مشاكل في صحتي النفسيّة وعندما أكون مجازة، يزداد الوضع سوءاً. ولكنّي أشعر بأنّي لا أملكُ خياراً آخر”.
وعلى صعيدٍ آخر، كانت سكايلر “متفائلة”، حيث ستبدأ قريباً علاجها خلال فترة النوم، وقالت: “سأتمكنُ وأخيراً من أخذ خطواتي الأولى اتجاه الشعور بالنشاط”.
وعلى وجه العموم، تعتبرُ سكايلر بأنَّ المرض توافق تماماً مع ما كانت تشعرُ به منذ زمن. وقالت: “لطالما تسألتُ؛ لماذا أنا كسولةٌ هكذا؟ ماذا يحدثُ لي؟ أن تكون هناك حالةٌ طبيّة تجاوب على أسئلتي يُشعرني بالارتياح”.
وأردفت: “في بعض الأحيان، أقسو على نفسي كثيراً. وهنا، أحاول تذكير نفسي بأنّي في حالةٍ فريدةٍ من نوعها، وليس من السهل عليَّ تخطي أموراً كثيرةً مثل الآخرين”.

تاريخ مرض النوم القهري ومدى انتشاره
أسئلةٌ عديدة واجه مختصون صعوبةً في الجواب عنها فيما يتعلّق بمرض النوم القهري، كأسبابِ الإصابةِ به، وطريقة التشخيص، والعلاج، ومدى انتشاره. ولكن تُشير بعضُ الدراسات إلى أرقامٍ وإحصائياتٍ عن المرض، ملخصة في التقرير التالي:
1 Pingback