صباح الخير، إنّه يومٌ آخر تتدنى مراحل الشغف فيه شيئاً فشيئاً بينما أتشبثُ، بصعوبةٍ حادة، كي لا أضيّع مجهوداً بذلتهُ وأقع أرضاً.

ومع ذلك فإنّه صباح النسيم الباهت الذي بقت أثاره موجودة رغم حلول الصيف الحار، ليذكّر بأنّ مجرى الطقس يظلّ متحركاً، ويجرني معه، رغماً عن عقلي المتشائم.

إنّه صباح الشمس التي تضيء شرياناً من شرايين قلبي واحداً تلو الآخر في لحظةٍ من التدفق المستمر للمعان، بينما ما زلتُ بالفعل، فوق الشجرةِ عند أعلى الغصون.

تداعب الأوراقُ وجنتيّ بحماسةٍ حارة لأنّي أحلّقُ معها. نحلّق في طريقٍ عشوائي بلحظاتٍ متسارعةٍ من الجري وراء مسارٍ لانهائي يوصلني لأعلى التلال.

أفقد أنفاسي وشعور جميع أعضاء جسدي، وكأنّي خفيفة. وكأنّي ورقة ضائعة خطفتها الريحُ من جذور ملاذها، إلى أفاقٍ يغطيها الأمل، وتنعشه الأنفاس الباردة. لأتساءل، هل قلبي معي، أم على جناح فراشة؟

أنظر أيضاً: أشياء صغيرة