في ضوء التعرّض لتسونامي من الأخبار المفبركة، شدد مختصون على أهمية امتلاك الوعي والمعرفة عند قراءة الأخبار، نظراً إلى التأثير الكبير التي تملكها على تشكيل الرأي العام.

ويُذكر أنّ موقع “فيسبوك” “اُتهم بمساعدةِ الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بالفوز في الانتخابات عن طريق الزيادة من شعبيته ودعم أفكارٍ كاذبة”، وفقاً لموقع (سويس إنفو) نقلاً عن مصادر.

و”توسعت التقنيات لنشر أخبار زائفة كثيرة. والقرّاء ليسوا بالمحترفين لكشفها لأنّها تكون مكتوبة بطريقةٍ احترافية وجذّابة”، بحسب الكاتبة في وكالة (United Press International) المقيمة في لبنان، دلال سعود.

ورغم عدم احترافية قرّاء، ترى المذيعة والصحفية بقناة “إم بي سي”، دانا أبولبن، أنّ “كثيرين يرغبون عادةً في الاطلاع على الأخبار المبهرة أكثر. وينجذبون إلى العناوين المثيرة ويصدقونها خصوصاً إن كانت تخدم طرفاً معارضاً”.

ونوّهت أبولبن بأنّ “كتابة العناوين المثيرة هي وسيلة ربح انتشرت بسبب تراجع الصحافة. فالمنافسة أصبحت أعلى مع ازدياد عدد المنصات الإعلامية، والحصول على أخبار مثيرة هي طريقة لتظلّ الوسيلة الإعلامية موجودة”. واستدركت أهمية “عدم الاعتماد عليها لوحدها للحكم على الخبر”.

ويُذكر أنّ المادة 38 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات في الإمارات، تنصُ على التجريم بالسجن والغرامة لكلّ من قدّم إلى مؤسسات أو كيانات أخرى معلومات غير صحيحة أو غير الدقيقة.

إجراءات تقنية وعلاقتها مع الأخبار الكاذبة

تتجهُ مواقع التواصل الاجتماعي إلى الحدِ من الأخبار المفبركة. حيث توفرت طرق أسهل للإبلاغ عنها وتعطيل الحوافز المالية لمرسليّ الـ”سبام” واشعارات تنبّه القارئ. كما وضعت برامج المحادثات حد معين لنسخ ولصق الرسائل وعدد جهات الاتصال التي يمكن بعث الرسالة لها، وفقاً لوسائل إعلام.

وفي السياق، أفاد الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي من البحرين، أمين التاجر، أنّ “وسائل التواصل الاجتماعي اتجهت لتطبيق نماذج التصنيف. وهي فئة من الخوارزميات التابعة لآلةٍ متعلمة تكون مدرّبة على التحقق من نصوص كثيرة بهدفِ تصفيتها وفقاً لما هو صادق أو مفبرك”.

واستدرك بأنّ “اجراءات تدريبها يتطلب جهداً كبيراً، خصوصاً في الوقت الذي نجد فيه جدلاً واسعاً عن معلوماتٍ نتلقاها عموماً”.

وعمّا إذا كانت هذه الإجراءات فعّالة، قال التاجر إنّها “فعّالة إلى حدٍ ما، اعتماداً على النموذج وطريقة تدريبه”. وأشار إلى “عواملٍ مثل عدم وجود الانحيازية وتواجد البيانات في السياق السليم”.

تسويق، أم رغبة في الظهور؟

يتجه مؤثرون إلى كسب عددٍ كبير من الجمهور على المواقع. فعلى “تيك-توك”، يتطلب وجود 10,000 متابع لجني 100 ألف دولار، حسب قناة “الجزيرة“.

وأكّدت الكاتبة، سعود، بأنّه “ثَمةَ منافسة للشهرة. كانت موجودةً في الجرائد بشكلٍ محاصر ولكنّها انتشرت أكثر الآن. بعضهم يعتمد على شراء هؤلاء المتابعين وتتراوح الأهداف ما بين التسويق والرغبة في الظهور”.

واستدركت بأنّ “البعض ينشهرُ بفضل جهده ومصداقية مضمونه. فهذا فضاءٌ واسع منتشرٌ على الجميع وتعتمدُ مدى فائدته على الطريقة التي يُستخدمُ بها”.