عزيزتي أنا،

مضت أربعة أعوام منذ أن التقينا آخر مرة في مكاننا المُعتاد، أمام المرآة. ويُسرني أن أُعلمكِ بأنّه نتيجة صمودكِ وقوتكِ وعزّتكِ لنفسكِ خلال الأيام، فإنّي فخورةٌ بكِ قدر السّماء. لعلّكِ وجدتِ في نفسكِ نجوماً تزرعيها، وحولكِ سماءٌ تحتضنكِ في عالمها الواسع والبرّاق.

قبل أربعة أعوام كان إيمانكِ، بمستقبلٍ مشرقٍ يحملُ بدايات جديدة، ما زال حياً. كانت روحكِ حية، وقلبكِ واسع، وإرادتكِ متفائلة، ولعلّ هذا انعكس بكثرة عمّا أنتي عليه اليوم، في هذا الشهر، وفي هذه السّاعة، من راحة نفس، ونجاح، وحبّ، وشغف. لعلّك صمدتِ طويلاً، ولم تدعي يوماً أنياب الماضي وتجاربه وعلاقاته السّامة بأن تؤثر فيكِ.

لذا، أوّد أن أقول إنّي فخورةٌ بكِ. وعلى الرغم من أنَّ الوقت غير مناسبٌ نظراً إلى نوبة مشاعر فاسدة احتلتكِ في لحظةٍ من غزو ذكريات، إلّا أنّي أراه مناسبٌ أكثر من أي وقتٍ آخر. لأنّك قد تتساءلين مراراً، “كيف استطعتُ أن أبقى على قيد الحياة؟ لا أتخيّل العودة يوماً”. ولكنّك حملتِ على أكتافكِ شغف عيش الحياة رغم كلّ شيء. وحتى وإن حدث كابوس العودة، لا أعتقدُ بأنّك ستكونين الشخص نفسه الذي كنتي عليه قبل أربعة سنوات.

لذا لنشكر أنفسنا معاً على انتظار شروق شمس الحياة بعد غروبها، وتحمّل كافة الطقوس. ولنشكر كلّ شخص جعل هذه الحياة أكثر حلاوةً، وأكثر معنى، وأكثر استحقاقاً للخوض فيها. لعلّه ليس من العيب أن يحتاجَ المرء إلى بعض الدعم النفسي والمعنوي والعملي.

وأتمنى أن تبقى كذلك. أتمنى أن تبقى شمس الحياة دوماً مشرقة، وألّا يكون القمر سوى دليلٍ لامعٍ يُضيءُ الطريق. أتمنى لو لا تزورنا مشاعر وذكريات وأيام فاسدة كافحنا للخروج منها بأحسن الأحوال وبهِمةٍ عالية، وأن نبقى أقوياء وصامدين؛ حتّى وإن لم نملك خياراً آخر، قوتنا ستساعدُنا.

عينانا تلتقيان اليوم في لحظةٍ من الإدراك، بأنَّ الحياة تستمرُ على منوال سليم ولطيف، وعلى لحنٍ جميل، لا يرتفعُ إيقاعه إلّا ليصبح أكثر حماسةً. وللختام، أرجو لقائنا المستقبليّ أن يكون أفضل وأفضل. فلعلّ للحياة مطبات نواجهها من حين إلى آخر.

مودتي،

نسختك القديمة

كانت يوماً جالسة أمام الشاشة، تتحدّثُ عن ثلاثة أشياء لن ترغب في أن تتكرر معها أبداً، ولكنّها شاهدت شيئاً مميزاً تفوّق على أمنيتها

أنظر أيضاً: لي حكاية خاصة