أراد الناشر الإماراتي، جمال الشحي، تأسيس قاعدة نشر تساعد على استمرار التجارة الثقافية. وأدرك أنّ حلمه سيتحقق حين افتتح من خلال دار كتّاب للنشر مقهى يجتمع فيه الكتّاب ومحبّي الثقافة والأدب. ويهدف لتسويقِ منتجاتِ دار النشر الهادفة للتشجيع على القراءة والكتابة. والمقهى هو كتّاب كافيه.

واُفتتح “كتّاب كافيه” في 14 آذار (مارس) 2013 في “أب تاون مردف مول”، في منطقة مردف بدبي. ويقول مدير النشر، وسام العبدالله، إنّ “المكان هو عبارة عن ملتقى ثقافي ومقهى مع مكتبة، ويُقدم أمسياتٍ ثقافية في أيام السبت والأربعاء. حيث يأتي في أيام الأربعاء كتّاب لمناقشة كتبهم، وفي أيام السبت، يقدم (كتّاب كافيه) أمسية (اقرأ نصك)”.

وأغلق المقهى أبوابه لمدة ثلاثةِ أشهرٍ تقريباً خلال الحظر في بداية انتشار فيروس “كوفيد-19″، يقول العبدالله: “حافظنا بعد الافتتاح مجدداً على التعقيم وتغيير الأدوات والجلسات المتباعدة بمسافة مترين”.

جلسة "اقرأ نصك" في كتّاب كافيه، في 17 أيلول (سبتمبر) 2019.  المصدر: صحيفة الرؤية
جلسة “اقرأ نصك” في كتّاب كافيه، في 17 أيلول (سبتمبر) 2019. المصدر: صحيفة الرؤية

أمسيات الصالون الثقافي في كتّاب كافيه

يقول العبدالله إنّ “(كتّاب كافيه) يُعلن عن أمسية (اقرأ نصك) في مواقع التواصل الاجتماعي. حيث يدعو كتّاباً أو أشخاصاً ذات خبرةٍ لديهم نص، قصيدة، تنمية ذاتية، أو مقالة للاجتماع داخل المقهى. ويصل عدد الحاضرين تقريباً من 20 إلى 30 شخصاً، ولكلِّ منهم دوره في المجال الثقافي”.

وكشف أنّ (كتّاب كافيه) استقبل مسبقاً أكثر من 100 كاتبٍ في أمسياته. يتضمنون الكاتب والمفكّر أحمد برقاوي، حيث ناقش في لقاءٍ مفتوح حضره مثقفين عن ثلاثةٍ من كتبه: “الأنا” و”كوميديا الوجود الإنساني” “وشذرات اللقيط”.

واستقبل المقهى أيضاً المستشارة الاجتماعية هالة كاظم التي حضرت حفل توقيع كتابها “هالة والتغيير” في 2015، والكاتبة إيمان الهاشمي، والتي أصدرت كتاب “موسوعة الموسيقيين العالميين” وقدمت مسبقاً أمسيات للعزفِ على البيانو داخل المقهى، بالإضافة إلى الكاتب الليبي إبراهيم الكوني، والكاتب الإماراتي ياسر حارب.

وعن الفترات الزمنية التي يُقدم “كتّاب كافيه” فيها هذه الفعاليات، يقول العبدالله إنّ ذلك يعتمد على الضغط القادم من المعارض المتاحة في الإمارات. ويوضّح: “نتوقف مؤقتاً عن القيام بالفعاليات عند افتتاح المعارض ويوجد حالياً معرض الشارقة للكتاب، حيث سنستأنف فعاليات المقهى بعد انتهائه”.

كتّاب كافيه
استضافة كتّاب كافيه للكاتب والمفكّر أحمد برقاوي في لقاءٍ مفتوح حضره مثقفين في 13 شباط (فبراير) 2019. المصدر: صحيفة أخبار الخليج
كتّاب كافيه

مكتبة كتّاب كافيه

تتضمن مكتبة “كتّاب كافيه” أكثر الكتب مبيعاً في العالم. يوجد 60% من الكتب العربية، و40% من الكتب الأجنبية. وتحتوي على قسمٍ لكتبِ الأطفال، الروايات، القصص، الشعر، التاريخ، وكتب لطلابِ الجامعات تتضمن كتب القانون.

وعن كتب القانون، يقول العبدالله: “ساهمنا أن تكون جميع الكتب متوفّرة في المكتبة. ففي البداية استقبلنا دائماً طلاب جامعات من قسم القانون، ووفرنا لهم حينها قسماً خاص للقانون، يحتوي على حوالي 50 كتاباً مخصص فقط للقراءة والمراجعة، وليس للبيع. وفي إطار بيع الكتب، يقول: “حددنا ما بين ال2000 و5000 كتاباً للبيع بعشرِ دراهم فقط، لنعطي المجال لأصحاب الدخل المحدود لشرائها”.

كتّاب كافيه

المقهى

يوفّر كتّاب كافيه قائمة منوّعة من المأكولات الخفيفة ووجبات الفطور، تتضمن سلطات اليونانية والسيزر وسلطة الفواكه، وسندويشات سيزر الدجاج والدجاج المشوي، بالإضافة إلى المخبوزات والحلويات التي تتضمن كعك الجزر والفراولة، وفطائر الشوكولا والتوت الأزرق المدوّرة.

وبالنسبة إلى المشروبات، يوفّر المقهى أنواعاً متعددة من القهوة والشاي، بالإضافة إلى “مِلك شيك” والمشروبات الغازية، والعصائر الطازجة. وتوفّر القائمة قسماً خاص للأطفال، يحتوي على وجباتٍ خفيفة، وجبات الفطور، العصائر، والحليب، والكورن فليكس.

وتتراوح أسعار المشروبات والوجبات الخفيفة ما بين ال12 و26 درهماً، وأسعار وجبات الفطور ما بين ال35 و45 درهماً. وتتراوح أسعار قائمة الأطفال ما بين ال5 و20 درهماً.

ويرى العبدالله أنّها مناسبة ومنافسة للمقاهي الأخرى، وأنّهم حافظوا على أقل الأسعار “إن كان للمشروبات أو حتى للكتب”.

وينصح المشرف والعامل رابن، العملاء بأن يتذوقوا القهوة العربية بالإضافة إلى العصائر الطازجة.

آراء

تقول الدكتورة في الجامعة الأمريكية في الإمارات نجاة السعيد (40 عاماً)، إنّ خدمة المقهى ممتازة وتحب الفعاليات التي يقوم بها الصالون الثقافي، مثل جلب الكتّاب لمناسبات توقيع الكتب.

وأضافت: “لاحظتُ أنّ الفعاليات أصبحت أقل بسبب جائحة كورونا، ولكنّي لا أزال أفضّل المجيء هنا للقيام بالعمل في أجواء الهدوء”. وعبّرت عن حبها للناشر جمال الشحي، حيث قالت: “إنّه صديقي وهو شخصٌ متعاونٌ جداً”.

وكانت هذه المرة الثانية التي تأتي فيها الطالبة فرح حسني (23 عاماً) إلى كتّاب كافيه. وتقول: ” ما زلتُ لا أعرف عنه الكثير ولكن أعجبتني الأجواء الهادئة جداً”.

أنظر أيضاً – جريس السماوي: تشوّه وعينا وأصاب هذا التشوّه النخب السياسيين والإعلاميين والناس