قال مدير التصميم والبناء في شركة (بروسكيب) للمقاولات، نادر بيسادة، إنّ “البيئة مهددة، رغم عدم إدراك الجميع بذلك. يجب الحكم على مدى تأثير موارد البناء والحفاظ على التوازن باستخدامها لحماية الكوكب الوحيد الذي تنبعثُ منه الحياة”.
ويُذكر أنّ عدداً من برامج شهادة الاستدامة أُسست في السنوات الماضية بهدفِ تقديم إطارٍ يدعو لتصاميمٍ صديقة تحافظ على البيئة. تتضمنُ القيادة في مجال الطاقة والتصميم البيئي والذي أُسست على نطاقٍ دولي في 1993، إضافةً إلى مجلس الإمارات للأبنية الخضراء (2006.)


ومن جهته، صرّح مؤسس شركة (أرك أيدنتيتي) في الإمارات ورئيس المهندسين المعماريين، أحمد بوخش، أنّ الشركة تعتمدُ على تقنيات التصميم السلبي، والتي يُبنى مفهومها على صناعة بيئة مريحة والوصول إلى درجة حرارةٍ مناسبة، وتركّز هذه التقنيات على تهيئة المكان ليتعرّض للضوء الطبيعي، بالإضافةِ إلى صناعةِ مساحات جيدة للتهوية.
و”تقنيات التصميم السلبي ليست جديدة وتجعلُ عمليات البناء فعّالة. ولكنّها لم تعد مهمة بالنسبةِ للجميع حيث أصبح الاكتراث بأمورٍ مثل التهوية الطبيعية في البنايات أقل بكثير”، وفقاً لما أضافه عبر منصةِ (ماكيروسوفت تيمز).


كيف تؤثر المباني على البيئة؟
وتصدّر المباني عادةً معدّل حوالي 40% من انبعاثات الكربون، و28% تكون مصدّرة من عمليات بنائها، حسب صحيفة “البيان”. كما يتطلب استهلاك كميّة أكبر من الطاقة لتبريد الغرفة بعد تعرضها القوي للشمس.
و”يمثّل موضع المبنى أهمية لصدِ حرارة الشمس من الأماكن المفتوحة، ويتجه مهندسون معماريون إلى استخدام المواد المصطنعة، مثل العشب الاصطناعي في الحدائق، للتقليل من استخدام المياه، واستخدام الخشب الطبيعي والاصطناعي في الوقت نفسه، والذي يكون مصنوعاً من البلاستيك أو الخيزران”، وفقاً لما نوّه بوخش.
وأضاف أنّ “بعض المهندسين يضعون ألواحاً شمسية على الأسطح لتوريد الكهرباء، ولتسخين المياه المحلّاة في المنزل، ولتخفيف من استهلاك التكييف. كما يتجه البعض لنظام أكوا بونيكس، أو الزراعة المائية المركبّة، وهو نظامٌ مبني على صناعة الغذاء للنباتات، يعتمدُ على استخدام المياه الطبيعية ليكون هناك نوع من التأثير الزراعي الطبيعي”.
إلى ذلك، شدد على أهمية صحة وجودة حياة الأفراد. حيث قال، “اجراءات البلدية في دبي تركّزُ على الارتدادات والخصوصية ونسبة المساحات المفتوحة في المشروع. وتكون مفتوحة بنسبة 10% على الأقل. كما تُلقي النظر على مرافق المجتمع، وتشابكها معه، والمساحات التي ستمكن الأفراد من الوصول إليها، مثل المدارس والمساجد”.
وأردف عن أهمية “وجود علاقةٍ بين المنزل والحديقة ومما فيها من إنارةٍ وهواءٍ خارجي”. وأشار إلى العوامل التي قد “تجبر الأشخاص للبقاء في منازلهم لفترةٍ طويلة، مثل أثناء جائحة “كوفيد-19″، وما قد يسبب ذلك من تأثير سلبي. لذا يجبُ جعل هذه المساحات مريحة ومحاطة بين مناظر طبيعية، مثل مناظر الشواطئ والأشجار”.

البيئة وهندسة المناظر
وعلى صعيد هندسة المناظر، أفاد مدير التصميم والبناء، بيسادة، أنّ “عمل شركة (بروسكيب) للمقاولات يقتصرُ على كلِّ الأماكن الخارجية، من باب المبنى وصولاً لحدود الأرض. وتتضمنُ أرضيات، وإضاءة، وزراعة، وبحيرات بناءً على المشروع”.
وشدد على أهمية التوازن بين الموارد التي تُستخدم للحدِ من مشاكل البيئة. حيث تعتبر “النباتات مفيدة بفضلِ تزويدها للأوكسجين، ولكنّها تستهلكُ الماء. والتكييف يؤثر سلباً على المناخ رغم الحاجة إليه، ورغم صحة الطاقة الطبيعية، إلّا أنّ التعامل معها يأتي مع احتياطات”.
و”كلما كان لون الأرضية أو السطح غامقاً، كلما امتص الحرارة أكثر، والذي يحددهُ ال(SRI VALUE)، أو مؤشر انعكاس الطاقة الشمسية، فمن المهم اختيار الألوان الفاتحة أثناء بنائها، خصوصاً في المناطق الحارة “، وفقاً لبيسادة.
كيف تؤثر أماكن السكن والأماكن المغلقة على صحة الإنسان؟
يقضي الأفراد 70% من أوقاتهم في المنزل، وقضاء أوقاتهم في وسائل المواصلات تجعل هذه النسبة ترتفع إلى 90%. فما الذي يترتب على بقاء الأشخاص طيلة هذه الأوقات في الداخل من نواحي صحّيّة؟ وما هي حلول بيئية تحدّ من التأثيرات السلبيّة على صحّة الإنسان؟ المزيد في التقرير الإذاعيّ التالي.
كيف تؤثر الطبيعة على صحة الإنسان؟
يقول علم النفس إنَّ الطبيعة تؤثر إيجاباً من نواحي كثيراً على الإنسان، وأبرزها حالته النفسيّة. وأجرت معدّة هذا التقرير دراسةً استقصائيةً على أكثر من 38 شخصاً من أعمار وجنسيات مختلفة تساءلت فيها عن مختلف النقاط فيما يتعلّق بآرائهم وانطباعتهم حول تأثير الطبيعة على نفسياتهم. فكيف تؤثر الطبيعة على صحّة الإنسان؟ وما هي نتائج هذه الدراسة الاستقصائية؟ المزيد في التقرير التالي
Leave a Reply