“قلب وروح هذه المنظمة”، هكذا يعتبر مؤسس ويكيليكس الأسترالي جوليان أسانج نفسه، باعتباره المؤسس والناطق الرسمي والمبرمج والممول والمنظم وتقريباً كلَّ شيء.
وأظهر أسانج شغفه لتأسيس ويكيليكس عند نشره لكمٍّ هائل من الوثائق على الرغم من سريّتها. ولكن حساسية الوثائق أدت إلى تعريض حياة الكثيرين للخطر. وجعلته يقبع في قفص الاتهامات يواجه 18 تهمة من قبل أميركا. حيث تتضمن التهم التآمر لقرصنة بياناتٍ عسكرية أمريكية بهدفِ الوصول إلى معلوماتٍ متعلقة بالحرب في العراق وأفغانستان.
وكانت تسريبات ويكيليكس 2010 هي المتصدرة في عناوين صحف حول العالم حين نُشرت فيديوهات عن ضربةِ طائرةٍ أمريكية لقتلِ مدنيين وصحفيين عراقيين في 2007.
قال الصحفي من جريدة “الاتحاد”، سامي عبدالرؤوف، إنّ “التسريبات أثرت سلباً على العمل الصحفي لأنّها تحوّلت إلى مصادر يعتمد عليها صحفيون. وهي ليست مصدراً معتمداً للأخبار لأنّ التسريبات “مبتزة” وغير مبنية على المصداقية. حيث أنّ جزءاً مهماً من مصداقيتها مفقود لأنّ المصادر مجهولة”.
ومن جهته، أفاد المنتج المتخصص في قناة “سي إن إن” معتز الهادي أنّه “ربما تكون ويكيليكس طريقة لتتبع الخيوط والوصول من خلالها إلى معلوماتٍ عن أحداثٍ معيّنة والوصول إلى مصادرها. ولكن ذلك لا يعني أنّها المصدر الأساسي للمعلومات لأنّه يتطلب وجود مصادر معروفة وإثنين منهما على الأقل”.
وذكر الهادي أنّه “يجب التحقق من المعلومات ومصداقيتها وعدم انتهاك حق الأفراد بنشر معلوماتٍ سريّة. كما يجب التحقق من الجهات المرتبطة بالوثائق، ونقل وجهات النظر الحقيقية”.
ويعتبر المحرر الصحفي من جريدة (البيان)، رفعت أبو عساف، أنّ “ممارسة ويكيليكس ليست مهنية وسليمة بسبب اختراق بياناتٍ سريّة والعمل. الصحفي ليس من هذا المستوى أبداً. ولكنّه يرى أنّه يمكن الاستفادة من الوثائق بشريطة التعامل معها بحذر”.
وكان لتسريبات ويكيليكس تأثيراً على الحكومات حيث أدت إلى التحريض والاحتجاجات ما بين حكومةٍ وأخرى. وشدد عبدالرؤوف في هذا الإطار إنّ “دور الصحفي هو دور تنويري وليس إفساد علاقات الدول”.
وأضاف: “لا يمكن أن نبني أحكاماً عن علاقات الدول بناءً على المزاعم، إذ يجب الاعتماد على علاقاتها الظاهرة”.
بدايات ويكيليكس
وويكيليكس هي منظمة دولية غير ربحية تنشر تقارير وسائل الإعلام الخاصة والسريّة من مصادر صحفية وتسريبات إخبارية مجهولة تأسست في 2006.
وكانت أول وثيقة نشرتها المؤسسة في كانون الأول (ديسمبر) من العام نفسه. وكانت الوثيقة عن قرارٍ وقّعه رئيس مجلس الشورى لاتحاد المحاكم الإسلامية الشيخ حسن ضاهرعويس لاغتيال مسؤولين صوماليين.
واعتبر جوليان أسانج خلال مقابلةٍ مع المجلة الإخبارية دير شبيجل: “ويكيليكس هي مكتبة عملاقة تضم أكثر الوثائق اضطهاداً في العالم. نعطي حق اللجوء لهذه الوثائق ونحللها ونروج لها ونحصل على المزيد”.
أنظر أيضاً – الموضوعية في الإعلام: هل هي خرافة؟
January 4, 2024 at 7:19 am
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.
Commenter avatars come from Gravatar.